لماذا تشوه بعض المطلقات سمعة أزواجهن؟ الحقيقة التي تُخفيها الغريزة والعقل الأنثوي
دعني أسألك شيئاً: كم مرة رأيت رجلاً يخرج من علاقة زوجية، ورغم أنه قدّم كل شيء لعائلته، يجد نفسه فجأة في مرمى الاتهامات؟
يتحول الرجل في عيون النساء من شريك محب إلى وحش لا يُطاق.
لماذا؟ لأن هناك منظومة خفية تعمل في الخلفية، ليست فقط اجتماعية، بل بيولوجية ونفسية، تدفع النساء لتشويه سمعة أزواجهن بعد الطلاق.
هذا ليس مجرد انتقام عابر، بل هو سلوك مُبرمج في الغريزة الأنثوية، مدعوم بمجتمع يمنح المرأة أدوات تفوق الخيال لتتحكم في السردية بعد الطلاق.
1) غريزة البقاء: الصراع على الموارد والمكانة
عندما ينتهي الزواج، تشعر المرأة بفقدان شيء مهم جداً: الحماية والموارد. الغريزة الأنثوية مُبرمجة على السعي نحو الأمان.
هذا الأمان كان يُوفره الرجل في الزواج: المال، الدعم الاجتماعي، وحتى المكانة أمام الآخرين.
بعد الطلاق، تُصبح في مواجهة مع فراغ.
كيف تُغطي هذا الفراغ؟ بإعادة توجيه اللوم نحو الرجل.
تشويه السمعة يُعيد صياغة القصة الاجتماعية: "أنا لم أخسر لأنني كنت السبب، بل لأنني كنت ضحية".
تشويه سمعة الزوج ليس إلا وسيلة بيولوجية لضمان بقاء مكانتها الاجتماعية أمام الآخرين.
2) العقل الأنثوي: لماذا تلعب المرأة دور الضحية؟
دعني أشرح لك كيف يعمل دماغ المرأة في هذه اللحظة.
النساء يمتلكن جهازاً عاطفياً أقوى وأكثر تعقيداً من الرجال. مناطق مثل الجهاز الحوفي (Limbic System)، المسؤولة عن المشاعر، أكثر نشاطاً لديهن.
عند الطلاق، ترتفع مستويات الإستروجين والكورتيزول (هرمون التوتر)، مما يجعلها في حالة دفاعية.
العقل الأنثوي يبدأ في البحث عن طريقة لتحويل الألم النفسي إلى سلاح: الهجوم العاطفي.
لماذا؟ لأن عقلها يقول: "إذا لم أُهاجمه، سأبدو ضعيفة".
تشويه السمعة يُعطيها إحساساً زائفاً بأنها استعادت السيطرة على القصة، حتى لو كان الثمن هو تدمير صورة الرجل أمام الجميع.
3) المجتمع كوقود لهذه الغريزة
هنا يأتي دور المجتمع...
المجتمع لا يتعامل مع الطلاق بحياد. المرأة دائماً لديها ميزة أساسية: الناس يصدقونها.
إذا قالت: "كان أنانياً" أو "لم يكن يُقدرني", فإن الجمهور يتعاطف تلقائياً. الرجل، من ناحية أخرى، يُترك ليُدافع عن نفسه في صمت.
النتيجة؟
المرأة تُشوه سمعته وتكسب التعاطف، بينما يُنظر إلى الرجل وكأنه المُذنب دائماً.
هذه ليست فقط لعبة اجتماعية، بل هي منظومة تدعم فكرة أن المرأة دائماً على حق، والرجل هو الطرف الخطأ.
تشويه السمعة هنا يتحول من سلوك فردي إلى أداة قوة مدعومة اجتماعياً.
4) الانتقاء الجنسي: الغريزة التي تُشعل هذه النار
لا تنسَ أن كل ما تفعله المرأة في هذه اللحظة يُدار تحت غطاء غريزة أساسية: الانتقاء الحِسي.
المرأة بعد الطلاق تُريد إعادة بناء نفسها لتكون جذابة أمام شركاء محتملين.
كيف تُحقق ذلك؟ بتصوير نفسها كضحية بريئة خرجت من علاقة (غير عادلة).
هذا ليس صدفة، هذا جزء من الإستراتيجية الأنثوية للاستمرار التنافسي الاجتماعي في الارتباط.
تشويه سمعة الرجل يُقلل من فرصه في بناء علاقات جديدة، بينما يجعلها تبدو وكأنها تستحق فرصة ثانية.
الرجل في هذه اللعبة ليس فقط شريكاً سابقاً، بل عقبة يجب إزاحتها لتأمين مستقبلها.
5) ماذا عنك؟ كيف تواجه هذا كله؟
الآن، دعني أكون واضحاً معك: أنت كذكر لست بلا سلاح. هناك خطوات عليك أن تفهمها لتخرج منتصراً من هذه الحرب النفسية والاجتماعية:
أولاً: لا تُظهر ضعفك.
أي رد فعل عاطفي منك يُفسر كدليل على أنك مذنب. حافظ على هدوئك مهما كانت الاتهامات.
التجاهل المدروس هو أفضل أسلوب: عندما لا ترد، تجعلها تبدو وكأنها تُحارب لوحدها.
ثانياً: استثمر في صورتك الاجتماعية.
الناس يُصدقون ما يرونه، لا ما يسمعونه. كن حاضراً في مجتمعك، حافظ على علاقاتك، واظهر دائماً بمظهر الرجل الواثق الناجح.
ثالثاً: افهم اللعبة القانونية.
إذا تطور الأمر إلى أكاذيب علنية، لا تتردد في اتخاذ إجراءات قانونية. لديك الحق في حماية سمعتك.
رابعاً: العب لعبتك الخاصة.
النجاح هو الرد الأقوى. أظهر أنك لم تتأثر بما حدث، وأن حياتك تسير إلى الأمام.
الفائدة: لماذا يجب أن تفهم هذه الظاهرة؟
لأن هذا ليس هجوماً شخصياً فقط، بل هو جزء من ديناميكية أوسع تُدار بغرائز بيولوجية ومنظومة اجتماعية تدعمها.
المرأة بعد الطلاق تسعى للحفاظ على مكانتها بأي ثمن، حتى لو كان ذلك على حساب سمعتك.
لكنك كذكر لست مضطراً للوقوع في هذا الفخ.
افهم هذه اللعبة، لا تنجر إليها، استعد قوتك بذكائك، وثقتك، ونجاحك.
تذكر: الناس قد يصدقون الكذب لفترة، لكن الحقيقة دائماً تجد طريقها. إذا كنت واثقاً بنفسك، لن تستطيع أي محاولة تشويه أن تهزمك.