لماذا نميل فطريًا للبكر أكثر من الثيب؟
شاعت اليوم بين أواسط النسويات والمشايخ المنخفضين لرغبات النساء خطابات المساواة بين المرأة الثيب والبكر، فتجد الشيخ السيمب يقول لك:
"لا فرق بين بكر ولا ثيب إلا بالخلق والدين"، والنسوية تجدها تنفي قضية وجود غشاء البكارة بالكلية وتروج لهذا الفكر، طبعا نيتهم من هذا الطرح معروفة.
فالنسوية: تقول هذا الكلام لتغطي على ماضيها القذر وتروج لنفسها للزواج. أما الشيخ السيمب فهو يبحث عن استعطاف من فئة النساء الثيبات -سواء مطلقات أو عاهرات-.
المصيبة في هذا الخطاب:
أن فيه ظلمًا للمرأة البكر العفيفة، إذ يساوونها بالثيب التي هي أقل منها، أضف إلى ذلك أن فيه غشًا وخداعًا للرجل -للأسف كثير من الرجال تأثر بهذا السرد- المقبل على الزواج، وفي هذه السلسلة سأسعى لتحطيم هذه الخرافة وسأثبت لكم بالدليل تفوق البكر على الثيب.
سبب الميل الفطري:
المرأة التي لا تنام مع مجموعة رجال سيرتاح لها الرجل بشكل أكبر في قضية أن أطفال هذه المرأة يعودون له هو فقط لا لأحدٍ غيره، وهذا خوف وجودي (Existential Fear) موجود عند أي رجل بالفطرة، مسألة أن الأطفال من هذه المرأة لا ينتمون لنسله هو، هذا خوف غريزي طبيعي موجود عند أي رجل.
كابوس أسود بالنسبة للرجل فكرة ألا يكون الأطفال من صلبه هو بل من رجل آخر، فالاستجابة الطبيعية الغريزية لهذا الأمر أن يفضل امرأة بكر ليس عندها ولاء لرجل آخر، امرأة ليس عندها أي تجربة مع رجل آخر، امرأة لا تفضل رجل آخر عليه، هذا هو الدافع البيولوجي الغريزي (التأكد من النسل).
وهذا الأمر ملاحظ في علم الاجتماع عند دراسة سلوك الرجال المرتفعي القيمة (High Value Man) في الحضارات السابقة، فالأمراء والحكام والسلاطين والملوك عندما ننظر إليهم دائمًا ما نجد أنهم كانوا يمتلكون "حريم النساء".
فعلى سبيل المثال:
في حضارة الصين القديمة كان عندهم ما يسمى بالـ "Forbidden City" وهي قلعة كان يوجد بداخلها مجموعة من النساء اللاتي جميعهن بلا استثناء كن أبكارًا، هؤلاء كن مخصصات فقط للحاكم أو الإمبراطور.
كان يمنع منعًا شديدًا التواصل فيما بينهن وبين أي عامل ذكوري إطلاقًا، ولهذا كان الحرس المتواجدين على باب القلعة خصيان أي: عبيد مخصيين.
وكذلك الأمر مع الحضارات الأخرى فكان يوجد حريم للنساء عند أغلب السلاطين المسلمين، الملوك المسلمين، الأمراء المسلمين، وكان عندهم جواري وزوجات كانت أفضل الجوارى والزوجات هن الأبكار.
فهذا رأس التفضيل للرجال مجتمعين عليه في كل الحضارات البشرية.
شرعًا لماذا البكر أفضل من الثيب؟
١- لأن أفضل النساء بالجنة أبكار
﴿فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُنَّ وَلَا جَانٌّ﴾ [الرحمن: ٥٦] أي: لم ينلهن قبل أزواجهن أحد من الإنس والجن، بل هنا أبكار عرب، متحببات إلى أزواجهن، بحسن التبعل والتغنج والملاحة والدلال.
هذه هي الحور العين وهي أفضل أنواع النساء التي خلقها الله للرجال في الجنة.
٢- لأن النبي قال: "هلّا بكر تلاعبها"
يروي جابر بن عبدالله أنه غزا مع النبي ﷺ في مكة وأنهم كانوا راجعين منها إلى المدينة، فلما لحق به ﷺ، والتقيا أخبر جابر رضي الله عنه النبي أنه عروس قريب عهد بالدخول على زوجته، فسأله رسول الله: هل تزوجت بكرًا أم تزوجت ثيبًا؟ فأجابه جابر: تزوجت ثيبًا. فقال ﷺ: "هلّا تزوجت بكرًا تلاعبها وتلاعبك؟"…إلخ
الشاهد من الحديث: أن النبي ﷺ قدم ذكر البكر على الثيب وهذا دليل قاطع على تفضيل الشارع للبكر على الثيب، فلو كانت البكر مساوية للثيب لما نصح النبي الصحابي بالبكر، ومن المعلوم من الدين بالضرورة أن النبي ﷺ لا ينطق عن الهوى.
والتفضيل ليس في ديننا فقط
بل هو موجود في جميع الأديان أيضًا، في اليهودية والنصرانية وفي أديان أخرى، على سبيل المثال لو ترجع للإنجيل (الكتاب المقدس) في العهد القديم ستجد حتى في الحروب أن المرأة التي سبق لها الزواج كانوا الرجال يرون أنها غير نافعة للزواج ويفضلون البحث عن النساء العذراوات اللاتي لم يمسسهن رجل.
يعني الجواري التي كانوا يأخذونهن -أو ملكات اليمين نحن نسميهن في الإسلام- كانوا يتحرون أن يكن أبكارًا. فتفضيل البكر على الثيب موجود حتى في الأديان.
إذا أين السر؟
لماذا الإجماع من الرجال في جميع الحضارات والأديان والثقافات المختلفة على تفضيل البكر؟ أكيد الأمر أبعد من أن يكون مجرد ميل غريزي، هذا ما ستعرفه في الأجزاء القادمة.
لماذا البكر أصح بدنًا من الثيب؟
في مقال نشر في قسم الصحة من موقع CNN في أكتوبر عام 2019 بعنوان "الأمراض المنقولة جنسيًا تتحيز ضد النساء" قال فيه الدكتور هانتر هاندزفيلد وهو بروفيسور في الطب في جامعة واشنطن وهو باحث في الأمراض الجنسية منذ ٤٠ عام، أن "الأمراض الجنسية بيولوجيًا ونفسيًا واجتماعيًا متحيزة على جميع المستويات، وتحمل النساء العبء الأكبر لهذه الأمراض".
وأكد على ذلك دكتور إدورد هوك الرئيس التنفيذي للمركز الطبي لمكافحة الأمراض المنقولة جنسيًا في جامعة ألاباما، يقول هوك "الكلايميديا والسيلان على سبيل المثال هما من الأسباب الرئيسية للعقم والحمل خارج الرحم في الولايات المتحدة وفي العالم".
وأحد الأسباب التي تجعل الأمراض الجنسية متحيزة هو أنها تنتقل بسهولة أكبر من الرجل إلى المرأة وبصعوبة من المرأة للرجل.
بما معناه: رجل يمارس الجنس مع مجموعة نساء وامرأة تمارس الجنس مع مجموعة رجال، من احتمالية إصابتها بمرض جنسي أكبر؟ المرأة.
هذا يعني أن المرأة تصاب بسهولة بالغة بالمرض الجنسي أما الرجل فإصابته أصعب، ذلك ببساطة لسببين.
السبب الأول:
قال هاندزفيلد "ذلك لأن بطانة المهبل أرق وأكثر حساسية من جلد القضيب لذلك من الأسهل على البكتيريا والفيروسات اختراقها والتمسك بها، وبمجرد الوصول إلى هناك تكون البيئة الرطبة للمهبل مثالية للنمو، ومجرد حصول العدوى يكون للضرر مضاعفات أكثر حدة على المرأة من الرجل".
على سبيل المثال:
يقول هاندزفيلد "فيروس الورم الحليمي يسبب السرطان ويكون قاتلًا إذا لم يكتشف مبكرًا وهذا يمكن أن يصيب العضو الذكري للرجال أيضا، ولكن احتمالية إصابة المرأة به أكثر بمئة ضعف من الرجل".
مئة ضعف…
مئة ضعف!
مئة ضعف متصورين؟
بمعنى:
لو رجل مارس الجنس مع خمسين امرأة كلهن مصابات بفيروس الورم الحليمي، احتمال كبير ألا ينصاب نهائيًا، والمرأة لو مارست الجنس مع رجل واحد عنده فيروس الورم الحليمي فاحتمالية أنها تنصاب عالية جدًا.
إذًا خطر الأمراض المنقولة جنسيًا عالي جدًا عند النساء، لماذا؟ لأن المرأة غير مجهزة لتعدد شركاء جنسيين، بيولوجيًا جسدها غير مصمم حتى تتقبل تعدد شركاء جنسيين، تعدد الشركاء الجنسيين غير صحي للمرأة، هذا أول سبب.
السبب الثاني:
أكثر الأمراض الجنسية يصعب تشخيصها عند النساء
يقول هوك "إذا كانت المرأة تعاني من حرق طفيف في التبول فربما هو نتيجة لآلام الدورة الشهرية أو ربما هذه الحرقة نتيجة لارتداء ملابس ضيقة أو ربما السبب تناول أطعمة حارة أو مثلًا الحرقة ناتجة عن عدوى الخميرة".
"من السهل على المرأة أن تعتقد كل ذلك بينما في هذا الوقت تكون جراثيم الكلايميديا تتسلق قنوات فالوب".
فإذا كانت هناك أي أعراض على الإطلاق فالعديد من النساء المصابات بالأمراض المنقولة جنسيًا لن تكون لديهن أي فكرة عن إصابتهن، ويمكن للطبيعة المتحيزة للأمراض المنقولة جنسيًا حتى متابعة المرأة إلى مكتب الطبيب!
المصدر لمن يريد الإطلاع:
https://edition.cnn.com/2019/10/24/health/stds-are-sexist-against-women-wellness/index.html