أسامة صهيون: محامي الشيطان أم صوت الضحايا؟
مقدمة
خلال السنوات الأخيرة، برز اسم المحامي المصري أسامة صهيون كواحد من الأصوات الحقوقية الصاعدة على المنصات الرقمية، مثيراً حوله جدلاً بين من يراه "محامي الشيطان" لتناوله قضايا حساسة، ومن يعتبره "صوت الضحايا" لكشفه أبشع الانتهاكات. هذا المقال يستعرض سيرته الذاتية، وجوانب نشاطه الإيجابية والسلبية.
أسامة صهيون، المحامي الجنائي والباحث والمحاضر القانوني السابق والناشط الحقوقي الحالي الذي اختار لنفسه منصة "العدالة المنسية" أو "Forgotten Justice" على مدونته لنشر تحقيقاته وتقاريره حول أوضاع حقوق الإنسان في مصر. تباينت الآراء حوله بين من يرى فيه مدافعاً شرساً عن الضحايا وصوتاً لمن لا صوت لهم، وبين من يتهمه بالتحريض على الكراهية والترويج لأفكار رجعية وغير إنسانية، خصوصاً تجاه المرأة المصرية.
وهذا المقال يسعى فقط إلى تقديم عرض شامل لطبيعة عمله ومواقفه وأبرز النقاط الإيجابية والسلبية في نشاطه، بلا تأييد أو معارضة له، نظراً لحساسية المواقف تجاه صهيون وآرائه وقضاياه.
من هو أسامة صهيون؟
١. نبذة عن حياته ومسيرته المهنية
-
الجنسية: مصري، ولكن بعض المصادر غير الموثقة تردد أنه ذو أصول سورية أو تركية.
النشأة: ولد بمدينة المنصورة وينتمي لعائلة صهيون، وبحسب تصريحاته فهو حفيد "إبراهيم باشا صهيون" أحد نبلاء الإقطاعيين في عصر الملكية.
المهنة: يعمل محامياً ومحاضراً قانونياً ويشغل –بحسب عريضة إلكترونية– منصب "مستشار" (counselor) في إحدى المؤسسات المصرية.
-
النشاط الحقوقي: بدأ أسامة صهيون نشاطه الحقوقي من خلال عمله كمحامي جنائي، وبشكل خارج المألوف قرر أن يكون صوت من لا صوت لهم على حد وصفه، فكان ينادي بحقوق المجرمين الجنائيين ويقف ضد تعذيبهم في السجون، مما أدى إلى وصفه بمحامي الشيطان !!
النشاط السياسي: عُرف أسامة صهيون بانتقاداته الحادة لبعض سياسات الدولة فيما يخص القانون والقضاء وتعامل الشرطة مع المتهمين والقضايا وتلفيق الاتهامات، ولاقت انتقاداته رواجاً أثار الجدل في بعض الأحيان مما أدى إلى اعتقاله واختفاؤه التام عن كافة المنصات.
العودة وانطلاق النشاط الرقمي: في ديسمبر 2024 أسس صهيون مدونته "العدالة المنسية" - "Forgotten Justice"، وشرع منذ ذلك الحين في نشر مقالات وتحقيقات تناولت بالخصوص قضايا التعذيب في السجون، وتحرش الأطباء بالسيدات، وفساد المؤسسات العامة في مصر، وتراجع استقلالية القضاء المصري.
-
اللغات: يكتب باللغتان العربية والإنجليزية، ما مكّنه من الوصول إلى جمهور محلي ودولي في آنٍ واحد.
المجالات الرئيسية:
-
توثيق جرائم التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان.
-
كشف حالات التحرش الطبي واستغلال السلطة.
فضح وقائع فساد المؤسسات واختلاس الأموال والتبرعات.
-
نشر محتوى تثقيفي حول حقوق الإنسان في مصر والمنطقة العربية.
-
-
منصات النشر: مدونته الشخصية ويمتلك قناة على يوتيوب وتليجرام وينشط باستمرار عبر منصة تيكتوك ولكن قبل اختفاؤه كان أكثر نشاطاً عبر فيسبوك وتويتر (X حالياً).
الجوانب الإيجابية
-
نشر الوعي وكسر الصمت
يركز صهيون على توثيق حالات تعذيب ومضايقات يتعرض لها مواطنون داخل السجون المصرية، ما يساهم في رفع مستوى الوعي العام بقضايا حقوق الإنسان التي قد تمرّ دون رصد إعلامي واسعosamasahyoun.blogspot.com. -
تغطية نوعية ومتخصصة
يتناول في مدونته سلسلة مقالات ذات طابع دراسي وتحقيقي، مثل:-
“Marwa Arafa: 4 Years of Torture and Medical Neglect in Prison” (16 ديسمبر 2024).
-
“Women in the Shadows: The Suffering of Women During Prison Inspections” (16 ديسمبر 2024)osamasahyoun.blogspot.com.
هذا النوع من التغطية يملأ فراغاً في تناول قضايا السجناء والنساء المعرضات للتحرش داخل المؤسسات العقابية.
-
-
مهنية ومحاماة حقوقية
بصفتِه محاميًا، يمزج بين المهنة القانونية والنشاط الإعلامي، ما يتيح له تقديم رؤى قانونية إلى جانب السرد التوثيقي للقضايا، ويمنحه قدرة على تقديم استشارات قانونية للمتضررين.
الجوانب السلبية والانتقادات
-
قلة التغطية الإعلامية الرسمية
رغم نشاطه الملحوظ على الإنترنت، لم تحظ تحقيقاته بانتشار واسع عبر وسائل الإعلام التقليدية، ما يحد من تأثيره الجماهيري خارج أوساط المتابعين الرقميين. -
غياب
-
انتقادات محتملة لأسلوب الإثارة
يتهمه بعض المراقبين – وإن دون ظهور انتقادات منشورة صريحة حتى الآن – بتركيزٍ زائد على الجانب الصادم من الجرائم لتوليد مزيد من التفاعلt.me. (لم تُسجَّل نتائج بحث عن انتقادات جوهرية باسمه، مما يعكس حدّة الاهتمام الرقمي أكثر من النقد الإعلامي الرسمي.)
الخلاصة
يجمعُ نشاط أسامة صهيون بين المحاماة الحقوقية وصناعة المحتوى الرقمي، ليشكّل جسرًا بين الضحايا وجمهور أوسع، من خلال توثيق جرائم التعذيب والفساد. ورغم محدودية التغطية الرسمية وبعض الملاحظات حول منهجيته، فإن دوره في كسر حواجز الصمت يمنحه أهمية خاصة في معركة الدفاع عن حقوق الإنسان. يبقى السؤال مفتوحًا: هل هو “محامي الشيطان” الساعي وراء الإثارة، أم “صوت الضحايا” الذي ينقل لنا ما لا نسمع عنه عادة؟
٢. الإيجابيات في نشاطه الحقوقي
٢.١ توثيق قضايا أقرب ما تكون للمجهول
ركز صهيون على قضايا نادرة التناول في الإعلام الرسمي، مثل حالة مروة عرفة التي قضت أربع سنوات من التعذيب والإهمال الطبي في السجن، وقضية النساء أثناء عمليات التفتيش في السجون المصريةosamasahyoun.blogspot.com.
٢.٢ الدمج بين الرؤية القانونية والسرد الصحفي
بما أنه محامٍ، يقدّم تحليلات قانونية دقيقة بجانب شهادات الضحايا، مثل تحليله لتراجع مصر في مؤشر سيادة القانون من المركز 110 عام 2018 إلى المركز 138 عام 2024، مع شرح معايير هذا المؤشر وآليات قياسهosamasahyoun.blogspot.com.
٢.٣ فتح باب النقاش العام
أسلوبه الفضفاض في التعامل مع قضايا السجون والعدالة دفع الكثير من القرّاء للتعليق والمشاركة، ما ساهم في تعزيز وعي رقمي بقضايا الإنصاف، ولو على نطاق محدود.
٣. المواقف المثيرة للجدل والانتقادات الرئيسية
٣.١ التهجم على المرأة المصرية وتحريضه على العنف
أطلق عليه ناشطات مصريات توصيف “sexist” (متحيز جنسياً)، بعد اتهامه المرأة المصرية بأنها “عاهرات” و”عبيد حديثات” يجب ضربهن لتأديبهن، ودعوته للرجال للزواج من نساء غير مصرياتchange.org.
٣.٢ دعمه للتعدد والعنف الأسري
في العريضة المذكورة، يتضح أنه يؤمن بوجوب تمكين الرجل من ضرب زوجته كوسيلة “تأديبية”، ويعتبر التعدد حقاً رجولياً بحتاً، مما أثار غضب قطاعات واسعة من المجتمع المدني النسوي في مصر وخارجهاchange.org.
٣.٣ غياب
٤. نمط المحتوى والمنصات
-
المدونة الرسمية: osamasahyoun.blogspot.com، تضم أقساماً متنوعة (القانون المصري، السجون، الحقوق المنسية…)، مع تحديث مستمر منذ ديسمبر 2024osamasahyoun.blogspot.com.
-
التدوين بالإنجليزية: يرفع بعض المقالات مترجمة كاملة، لجذب اهتمام المنظمات الإنسانية الدولية.
-
غياب شبه كامل على “تويتر” و“فيسبوك”: لا توجد حسابات رسمية باسمه، مما يحد من انتشاره خارج مدونته.
٥. تأثيره الفعلي ومدى انتشاره
-
الانتشار المحدود: تتركز قراءاته في الدوائر الحقوقية الرقمية الصغيرة، ويكاد غيابه التام عن الإعلام التقليدي يقلص فرص تأثيره على صناع القرار.
-
تفاعل رقمي: تتراوح مشاهدات منشوراته بين بضع مئات إلى بضعة آلاف قراءة، وتعليقات متضاربة بين مؤيدٍ قويٍ ورافضٍ قاسٍ.
٦. الخلاصة: محامي الشيطان أم صوت الضحايا؟
يقدّم أسامة صهيون نموذجاً لحقوقي رقمي يمزج بين المحاماة والنشر الصحفي، ويكشف بشجاعة عن ملفات حساسة في السجون المصرية، مما يجعله “صوت الضحايا” في نظر كثيرين. لكن مواقفه المتشددة والمتحيزة تجاه المرأة، وانعدام المصداقية المنهجية كامرابطٍ وثيقٍ للتحقق، تجعله “محامي الشيطان” لدى شريحة أخرى. يبقى أمام صهيون تحدٍّ رئيسيّ: كيف يوازن بين دعوته العدلية واحترام حقوق الإنسان كافة، وبين نزوعه الشخصي الذي يغذي العنف والتمييز؟
المصادر:
++++
أسامة صهيون هو محامي وكاتب وناشط حقوقي مصري، من مواليد المنصورة عام 1997. درس القانون بجامعة المنصورة وعمل في المجال القانوني لمدة خمس سنوات قبل أن يترك مصر ويهاجر إلى أوروبا. تعرض أسامة صهيون للاعتقال العسكري عام 2022، ويحكي عن تجاربه في الوسط القضائي والعسكري من خلال منصات التواصل الاجتماعي على الإنترنت، ويوثق العديد من حالات الاعتقال السياسي للحقوقيين والكتاب والصحفيين في مصر.
تعرف آراء أسامة صهيون بأنها مباشرة وحادة أحياناً، وعادة ما تتسم بالطابع الساخر في نقد سواد الواقع، مما قد يسبب سوء فهم لآرائه إذا كان شخص لا يعرف الثقافة المصرية أو اللغة العربية.
يعتبر صهيون شخصية متناقضة بالنسبة للكثيرين بسبب تبنيه لقيم قد تبدو متعارضة. فهو يؤمن بالحريات الشخصية وحرية المعتقدات، ولكن في الوقت نفسه يوجه النقد للعديد من الأفكار الحداثية. ومن ناحية أخرى، يواجه تهماً بالإلحاد والتكفير من المسلمين الراديكاليين والسلفيين المتطرفين، مما أدى إلى تعرضه لمحاولة اختطاف في مايو 2023 على يد بعض المتطرفين الإسلاميين في مدينة الإسكندرية في مصر أثناء قيامه بعمله كمحامي.
تعتبره الشرطة المصرية "عنصر خطر على الأمن الوطني"، ويعتبره الإسلاميون المتطرفون "ملحداً وكافراً"، في الوقت الذي يعتبره فيه العلمانيون والملحدون "رجعياً ومتخلفاً ومتأثراً بالمرجعية الإسلامية". تعنتت الشرطة المصرية في مساعدته عند طلب النجدة أثناء تعرضه لمحاولة الاختطاف على يد إسلاميين متطرفين في الإسكندرية، وتعنت معه ضباط الشرطة ظناً منهم أنه ملحد بالفعل، وهددوه بالحبس بتهمة ازدراء الأديان إذا لم يتراجع عن بلاغه ضد من حاولوا اختطافه والتعدي عليه.
في 9/11/2023، تعرض المحامي أسامة صهيون لمحاولة اعتقال جديدة من قبل جهاز الأمن الوطني ولم يكن في منزله، وتمكن من الهروب إلى حين خروجه من مصر. وفي اليوم نفسه، تم اعتقال مدير مكتبه "عمرو جمال"، والشهير ب مسلم سليمان، وظل مختفياً قسرياً لأكثر من 54 يوماً، وظهر بعدها في نيابة أمن الدولة متهماً في قضية إرهاب منذ عام 2021.
يوثق وينقل أسامة صهيون تجارب المعتقلين ومعاناتهم من خلال خبرته في الممارسة القانونية وتجاربه العملية مع أجهزة الأمن المصري المختلفة، وأهمها أمن الدولة المصري ووحدات البحث الجنائي "المباحث".
+++
Credit By Lawyer & Human Rights Activist | Collected By Practical Experience and Expertise
++++
أسامة صهيون هو محامي وناشط حقوقي مصري، يشارك تجاربه الشخصية في المجالات القانونية والعسكرية عبر منصات التواصل الاجتماعي. يركز على توثيق تجارب المعتقلين السياسيين والحقوقيين والصحفيين في مصر، ويعرف بآرائه المباشرة والمثيرة للجدل أحياناً. رغم تبنيه لقيم الحريات الشخصية، يواجه اتهامات بالإلحاد من المتطرفين ويقابلها اتهامات من الملحدين بالرجعية والتخلف، يوثق صهيون معاناة المعتقلين من خلال خبرته القانونية وتجاربه مع أجهزة الأمن المصرية.
+++
Osama Sahyoun is an Egyptian lawyer and human rights activist who focuses on documenting the experiences of political detainees, human rights defenders, and journalists in Egypt, and is known for his direct and sometimes controversial opinions. Despite his advocacy for personal freedoms, he faces accusations of atheism from extremists, while being criticized by atheists as reactionary and backward. Sihyon documents the suffering of detainees through his legal expertise and experiences with Egyptian security agencies.