السردية الأُنثوية واستنزاف موارد الرجل: بين التبني والاستغلال الاجتماعي


مقدمة: مشهد يعكس السردية الأُنثوية

في مشهد يثير الإعجاب من المنظور الأُنثوي، نرى رجلًا يبث رسالة مخفية يشجع فيها الذكور على الزواج وتبني أبناء زوجته من رجل آخر، معبرًا عن فرحته وسعادته بهذا.
حاز منشوره هذا على التأييد والتشجيع من النساء اللاتي يرين في هذا الرجل مثالًا للتفاني والحنان.

التناقض في المواقف: لماذا تدعم النساء هذا النموذج؟

قد يتساءل البعض: لماذا تدعم النساء هذا النموذج من الرجال بينما يرفضن قبول نفس الدور مع الرجل؟
الإجابة واضحة:
لأن وجود هذا النوع من الرجال يمثل انتصارًا للسردية الأُنثوية وغريزة الأُنثى البيولوجية، والتي تشجع بدورها الذكور البيتا على الاستثمار في أبناء الألفا وتربيتهم ورعايتهم.
النساء يحتفلن برؤية هؤلاء الرجال البيتا وهم يقومون بهذا الدور الذي يؤكد على السردية الأُنثوية في المجتمع. لكن ما هي سلبيات موافقة الرجل على هذا النوع من الزواج؟

أضرار تبني الرجل أبناء ليسوا من صلبه

  • استنزاف موارد الرجل

عندما يقوم الرجل بتربية أبناء ليسوا من صلبه، فإن ذلك يعد استغلالًا لموارده، سواء كانت مالية أو عاطفية. الفطرة السليمة تقتضي أن يستثمر الرجل موارده في ذريته البيولوجية لضمان استمرار نسله.
لماذا ينفق أمواله ووقته على أطفال لا ينتمون إليه؟ إنه كمن يسقي شجرة لا تثمر له!

  • غياب الفائدة الجينية

من منظور البيولوجيا، تربية أبناء رجل آخر تعني أن الرجل لا يساهم في نقل جيناته، مما يتعارض مع غريزته الطبيعية لضمان استمرار نسله البيولوجي. إنه كمن يبني قصرًا ليسكن فيه آخرون!

  • فقدان الهيبة والاحترام الذاتي

قبول الرجل بتربية أبناء رجل آخر يعتبر تنازلًا عن مكانته وهيبته كقائد للعائلة. بدلًا من أن يكون له السلطة والقيادة، ينفق وقته وجهده في تربية طفل سيكون ولاؤه ونتائج استثماره في النهاية لأمه وأبيه البيولوجي. إنه كمن يدير مشروعًا يعمل لصالح الآخرين!

  • تآكل الهيبة الذكورية

هذا النوع من الزواج يضعف الهيبة الذكورية والقيادية للرجل، مما يؤثر سلبًا على احترامه لذاته ومكانته الاجتماعية.
كيف يمكن لرجل يقبل بهذا الدور أن يحافظ على كرامته؟ إنه كمن يرتدي تاجًا زائفًا في احتفال هزلي!

التأثير الاجتماعي للسردية الأُنثوية على الرجال

هذا المشهد يوضح كيف يمكن للسردية الأُنثوية في المجتمع أن تؤثر على ذكور البيتا، وتدفعهم للانخراط في أدوار لا تحقق لهم فائدة جينية، لكنها ترضي السردية النسوية التي تشجعها النساء بكل حماس.
الرجل هنا يصبح أداة لتحقيق أهداف السردية الأُنثوية، مستنزفًا موارده وإمكاناته دون عائد يضمن استمرار نسله أو يعزز مكانته. إنه كمن يسير في طريق مسدود، موهمًا نفسه بأنه يتجه نحو مستقبل مشرق.

التفريق بين كفالة اليتيم والاستغلال الاجتماعي للرجل

يسألني شخص بنفس المعنى، لكن بصيغة مختلفة:
أين واجبك الديني؟ فرضًا، الطفل والده متوفى، هل يُرمى في الشارع مثلًا أو في دار الأيتام، أو عند عمه وزوجة عمه حتى يذوق المُر وأنواع العذاب والإهانات؟
أخي العزيز،
أقدر دعمك وإيمانك بقيمة كفالة اليتيم، ولكن دعني أفند بعض النقاط وأوضح المغالطات في تعليقك:
أولًا، المنشور الذي ناقشته لا يتحدث

عن كفالة يتيم. الاستنتاج بأن الحديث يتعلق باليُتم أمر غير مبرر ومبني على تحيز عاطفي. المنشور يتناول قضية اجتماعية مختلفة تتعلق بالبيتا المزودين.
ثانيًا، الحجة بأن "كل سرديات الغرب تحت النعل إذا خالفت شرعنا" ليست محل نقاش هنا. نحن نتحدث عن قضية اجتماعية محددة، ولا يجب أن نحيد عن الموضوع إلى مقارنات غير ذات صلة.
ثالثًا، كفالة الأيتام فعل نبيل ومحبب في ديننا، ولكن استخدام هذا الموضوع لتبرير ديناميكية البيتا ليس مُنصفًا.
إذا كنت فعلًا مهتمًا بكفالة الأيتام، فيمكنك أن تكفل العشرات في أماكن متفرقة دون الحاجة إلى ربط هذا الأمر بعلاقتك الزوجية وحياتك الأسرية.
أخيرًا، الطفل الذي لديه أخوال وأعمام وجد يتكفلون به ليس بحاجة إلى دعم خارجي بقدر ما يحتاج إلى بيئة أسرية مستقرة من أقاربه.
يجب أن نفصل بين النقاشات الاجتماعية المتعلقة بالدور الاجتماعي للبيتا وبين قضايا كفالة الأيتام، التي لها سياقها الخاص والمستقل.

الخاتمة: أهمية الوعي واتخاذ القرارات الصحيحة

بهذا الفهم، نكون قد عالجنا الموضوع بموضوعية وبدون تحيز عاطفي، مع التركيز على الحقائق وتفادي الخلط بين القضايا المختلفة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال