المعنى والمادة: سر التوازن في الحياة الزوجية



المرأة مادية والرجل مادي، ومحدش بيتنازل عن المادة إلا لو حصل على المعنى.

المرأة مادية وعايزة فلوس كتير تتصرف عليها

ومش بتقبل بالقليل إلا لو خدت بالباقي معنى.

والرجل مادي وعايز يصرف فلوس قليلة جدا

ومش بيتقبل الصرف الزائد إلا لو خد على الزيادة دي معنى.


الطمع والشح

مغروسين في طباعنا كلنا كبشر. بنطمع في اللي قدامنا وبنبخل باللي معانا. إلا اللي ربنا بيكرمه وبيقدر يربي نفسه ويهذبها. ومن ضمن المعينات على التربية والتهذيب إن الإنسان يلاقي معنى للتغلب على طمعه أو شحه.


عشان كده عندي ظن راجح

إن معظم المشكلات المادية بين الزوجين بتكون في الأصل بحث عن المعنى. المشكلات المادية حاجة كده شبه ارتفاع درجة الحرارة. الدكاترة بيعتبروا الارتفاع ده عرضا لمرض ما. بس لو الدكتور كسلان ممكن يدي خافضا للحرارة وخلاص بدون الاهتمام بالكشف عن المرض اللي سبب ارتفاع درجة الحرارة. أو لو الدكتور ده فاشل ممكن ميعرفش يشخص المرض الكامن رغم علمه بأن ارتفاع درجة الحرارة عرض مش مرض.


الفلوس خافض الحرارة

عشان كده الأزواج الميسورين علاقاتهم أقل التهابا. لكن على المدى الطويل الالتهاب بيطفح على السطح. ومهما استعملوا خوافض للحرارة مفيش فايدة. لأن المرض الكامن لسه كامن. وهو غياب المعنى وبالتالي مهما زادت الفلوس بيزيد الطمع وبيزيد الشح.


العطاء ممتع للنفوس السوية

والتعفف معزز للنفوس الكريمة. فالنفس السوية الكريمة تتعاشر بمودة ورحمة. لأنها معطاءة ومتعففة. ولما النفس الكريمة السوية توافق نفسا كريمة سوية، كل شيء بيكون متبادلا وممتعا ومشبعا. العطاء القليل بيكون شبه العطاء الكثير. والتعفف الصادق مش بيحرمك من منافع ولذات الحياة. فبتطلع بالمادة والمعنى مع بعض.


وكلنا بنحتاج القدر الأساسي من المادة

وكده كده معظمنا بيطمح للزيادة من المادة. لكن الاحتياج المحموم للمزيد من المادة دليل صارخ على نقص في المعاني. عشان كده لازم كل راجل يسأل نفسه: ليه مراتي ممكن تتحمل تقصيري أو عجزي المادي في حين إن النفس مجبولة على الطمع؟ إيه المقابل؟ فين المعنى؟ وعشان كده لازم كل ست تسأل نفسها: ليه جوزي ممكن يهتم بتلبية طلباتي المادية الزائدة في حين إن النفس مجبولة على الشح؟ إيه المقابل؟ فين المعنى؟


بشكل شخصي

الامتنان هو مفتاح روحي وشخصيتي. العطاء ممتع بس الشعور إن حد بيستغلك مؤذ. عشان كده الامتنان بيسد الفجوة دي. والتفهم هو دواء روحي وشخصيتي. العجز مؤلم بس الشعور إن حد بيساندك مطمئن. عشان كده التفهم بيسد الفجوة دي.


بخصوص المعنى بقى

الموضوع ده بحر عميق لأن المعاني مجال عميق. فيه معاني ممكن تتولد جوانا لوحدها. وفيه معاني ممكن تتزرع فينا من بره. وفيه معاني ممكن نستوردها ومعاني ممكن نستحدثها. لكن بشكل أساسي، أهم معنى ينفعنا كمسلمين هو لله.


المعنى ده لو تحقق فهو كاف للإجابة على الأسئلة السابقة

ليه ممكن أمنح زوجتي أكتر مما تستحق لله؟ ليه ممكن أقبل من زوجي أقل مما أستحق لله؟ وبعد ما القلب يطمئن بذكر الله، المعاني الحلوة هتتفجر من قلوبنا القاسية. والمادة تنزوي وتشغل الحيز المنطقي لها. ونعيش لنا يومين حلوين في بيوتنا المؤقتة لحين ما ربنا يكرمنا ببيوتنا الدائمة بإذن الله وفضله وكرمه.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال