"الحربايات عند السلف"

 "الحربايات عند السلف"

ضحك الإخوة من هذا العنوان الذي سأصنعه للكلام حول النسوان العقارب في زمن السلف،
وأنا شغوف بهذا الملف شغفًا شديدا، وزدت شغفًا لما خطبت وتزوجت، فهو تفعيل عملي لأصولي فيه، والحمد لله ما انتصرت عليَّ حرباية قط.
بل أصحابي كلهم ينتصرون على الحربايات بفضل الله ثم توجيهي لهم كيف يتعاملوا معهن، والتعامل مع الحربايات فن كبير،
لابد من مراعاة موقع هذه الحرباية وموقعك مع موقع صهرك ومدى رجولته وأهميتهم لك، فالتعامل مع حرباية ما في وضع ما لا يصح تعميمه مع كل الحربايات،
بل إذا كانت الحربايات جماعة مثلا في عائلة زوجتك فبأيهم ستبدأ تصفيته؟ ومدى وقع ذلك على الزوجة وكيفية الإقناع بتصفية هذه الشريرة أصلا؟
ولو كانت في عائلتك فأين موقعها من العائلة وموقعك، وما هي الأوراق في يدها التي يمكن أن تفعلها، ومدى نجاستها في استخدام الأوراق.
ولما كانت صنعتي الحديث لم يفتني العناية بالحربايات عند المتقدمين، بل استطعت أن أفهم نصوصا هي داخلة في الحربأة يعز على أحد فهمها عند السلف انها مندرجة تحت هذا البند.
والـ8 أقسام للنسوان العقارب - حسب تقسيمي - كانت موجودة عند السلف كما في زماننا كذلك، الخلاف فقط في الشيوع والنُدرة، أو في كثرة أحد الأقسام شديدة الشر في زماننا مع قِلة هذه الفئة في زمانهم.
هذا لأن رجال السلف كانوا على دراية بتصرفات الحربايات فكانوا يحصرونهم،
فرجال السلف كانوا مخضرمين للغاية.
وكلما نشطت للكتابة حول هذا الملف لأهميته، فلا يترتب في رأسي بالشكل الذي أريده فأرجئه، فإذا ترتب وأردت الكتابة تشتت مرة أخرى!
ومن ملامح الحربايات أنني على كثرة عنايتي بهن وكثرة الحربايات التي أعرفها فلا أعلم حرباية تابت قط، وظني أن الله أن الله ادخر لهن عذابًا أليما،
فكم تسببت الحربايات في موت ودمار وتفرقة وفساد وشر مستطير.
هذا: وبداية شر كل حرباية ونفسها الخبيثة هو
- البخل:
نعم بدايتها البخل؛
والبخل معنى عام، يشمل بخلها بالمال والمدح والعواطف والشهامة والنجدة، إلا ما كان له مصلحة راجحة في رأسها فتعطي حتى تحصل عليها، أو يبتليها الله فتعطي في غير مَحِل الإعطاء عقوبة لها، ثم البخل هذا يؤدي معها إلى:
- الحسد
فتجد الحربايات حسودة قلبها أسود، ترى الناس تتنعم فينغص عليها معيشتها، فتسعى لتكدير عيش الناس بكل طاقتها، فلا يسلم من نقدها ولسانها القبيح امرأة ولا رجل ولا شاب بل ولا طفل،
وبناء على هذه الانتقادات القبيحة المتتالية خُلق عندها:
- كِبر
فتظن نفسها ناصحة وفزلوكة وعارفة اللي محدش عارفه، فتجدها تعطي النصائح ولا تقبل من أحد انتقاد لها، كيف يتنقد هذه المخضرمة والخطيرة والمدردحة! فالحربايات عنيدة
لهذا ترفض كل نقد أو إصلاح للكبر الذي ملأ صدرها العفن، وبالتالي تلجأ لـ :
- الكذب
تجدها تكذب لتحسين صورتها، كما تكذب لترويج نفسها كـ ملاك ما أرادت إلا الخير، كما أنها تكذب بينها وبين نفسها لتحسد الناس وتبرر حسدها، كما تكذب للوقيعة بين الأحبة، سواء زوجين أو أخوين أو أصحاب أو رجل وعمله أو امرأة وأسرتها.
- نسيت الخامسة الآن وسآستدركها لاحقا إن شاء الله .
ولعل هذا يبين لك مغزى قول النبي صلى الله عليه وسلم:
"تصدقن" فإني رأيتكن أكثر أهل النار. أخرجه البخاري
فالمرأة الكريمة الجوادة لا يمكن أن تكون عقربة، فَحَرَمَ اللهُ الحرباية الصفة التي تغطي على فسادها، فتجدها مفضوحة وتظن أنها داهية لم يعرف أحد بنجاستها، وما من أحد إلا ويعرف أنها حرباية ولكنهم يتقون شرها.
وفي بعض الروايات لماذا هن أكثر أهل النار؟، فقال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير،
قلت: هذا أخص خصائص ملفات الحربايات، هو نكران معروف الشخص والتحريض بين الناس،
وكثرة اللعن ناتجة عن كفران العشير.
فالنبي صلى الله عليه وسلم أراد حسم ذلك عند النساء فأتى على الأمر من صميمه وعمقه، ونصحهن نصحية لو يعلمون عظيمة.
والحديث يبين لك أن الحربايات كثيرة في هذه الأمة، لا يستهان بهن.
ولو أن رجلا أرجع كل شر في الدنيا للنسوان الحربايات ما رددت عليه، ولولا خشية العُـزال لقلتُ هن محركي الزلزال.
والله أعلم

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال