قائمة جهاز عروس يهودية تظهر جانبًا من الوضع الاقتصادي لليهود تحت حكم الفاطميين بمصر:
ورقة من العصر الفاطمي تظهر واجهتها مسودة قائمة جهاز عروس يهودية من مصر كتبت باليهودية العربية، بينما على الخلفية نرى عدة آيات مكتوبة بالسريانية من رسائل بولس.
- محتويات القايمة:
قائمة الجهاز مكونة من أربعة وعشرين سطرًا مرفقة بعقد الزواج، وتفصل المتعلقات التي أحضرتها العروس (مباركة ابنة طوبيا) إلى منزل زوجها. كان على زوجها (يشوع بن إبراهيم) أن يعلن أمام مجلس العقد أن "كل هذه الأشياء الثمينة جاءت إلى بيته، وهي الآن في حوزته، وتحت يده، وأنه يتعهد بالحفاظ عليها كما لو كانت ملكًا له، وأنه لا يتصرف بها إلا بعلم زوجته ورضاها".
- تحتوي هذه على واجهة وخلفية من العصر الفاطمي
- تفاصيل قائمة جهاز العروس
تبلغ القيمة الإجمالية لقائمة جهاز (مباركة) الواردة في نهاية الوثيقة 480 ديناراً، وهذا ليس مبلغًا ضخمًا للغاية كما نعتقد، حيث أن المهور الكبيرة كانت تصل في بعض الأحيان إلى عدة آلاف من الدنانير، لكن هذا المبلغ يكفي لوضعها بشكل أكيد في شريحة الطبقات الوسطى.
- المكونات المدرجة وعقد الزواج المصاحب
تشمل عناصر القائمة المجوهرات والملابس والأثاث والأواني، ويعطي لنا هذا نظرة دقيقة لحياة (مباركة) ويسمح لنا أيضًا بتصور مظهرها الخارجي. كانت أحد ثيابها عبارة عن رداء طويل رمادي اللون، متشابك بخيوط ذهبية يصل إلى كعبها، وعلى الرأس ترتدي عمامة بيضاء لؤلؤية، تتدلى أطرافها إلى ظهرها.
منزل الزوجية كان مؤثثًا بأرائك مغطاة بأقمشة مستوردة باهظة الثمن وصناديق تخزين، أحدها صندوق مصنوع من الخيزران، وتذكر القائمة أيضًا علبة تحوى مسحوق رماد الصودا، الذي كانت تستخدمه العروس لغسل جسمها.
جاءت بعض مكونات الجهاز من أماكن بعيدة، وكان من حق "مباركة" أن تفخر بارتداء سلسلة مكونة من ثلاث وعشرين خرزة من العنبر على شكل تفاح وخوخ، متداخلة مع تسع خرزات ذهبية.
وقد حوى جهاز العروس حلياً من الكهرمان، الذي كان يأتي من مناطق البلطيق، وتم جلبه إلى الشرق الأوسط عن طريق تجار الفايكنج عبر نهر الفولغا.
كانت اثنتان من الأرائك مغطاة بالحرير الفاخر الثقيل، الذي تم تصنيعه في الأصل في طبرستان بالقرب من بحر قزوين في بلاد فارس. وبالقرب من المنزل كانت هناك أريكة أخرى مغطاة بالديباج من أصل إيطالي، وكانت هناك وسائد من الحرير الصقلي، بالإضافة إلى ستائر مقسمة من الديباج التونسي.
- القيمة الاقتصادية والاجتماعية لقائمة جهاز العروس
تتيح قائمة الجهاز إلقاء نظرة مثيرة على حياة الطبقة الوسطى للمجتمع اليهودي في الفسطاط خلال القرن الحادي عشر، وتظهر مجتمعًا يتمتع ببضائع من مصادر عالمية متنوعة، وتسلط الضوء على الروابط التجارية الدولية في ذلك الوقت.
- السياق التاريخي والثقافي لنصوص الورقة الفاطمية
يحوى نص الخلفية آيات من نسخة البشيطتا من الرسائل البولسية بخط سرياني غربي مميز، وهي من أقدم الترجمات للتناخ والأناجيل إلى السريانية، ولا تزال هي النسخة الرسمية المستعملة لدى مختلف الكنائس السريانية حتى اليوم، ومن المحتمل أن تكون هذه القطعة قد نشأت في إحدى المجتمعات المونوفيزية (السريان الأرثوذكس) أو الملكيين الذين عاشوا في مصر في تلك الفترة.
- تأثير الثقافة السريانية والعبرية في الفاطميين
لم يهتم الناسخ المسيحي بمحاذاة الأسطر، حيث كانت الكتابة بالعين، ويُظهر التجعد المركزي أن الورقة كانت مطويةً في الأصل.
يعتقد أن قصد المدون من اختيار النص رومية 16: 26-27 وكورنثوس الأولى 13: 12-13، كان بهدف تسليط الضوء على صفات معينة، مثل "الإيمان والرجاء والمحبة" (الآية 13).
يعتقد على الأرجح أن نص الخلفية السرياني هو في الأصل جزءًا من مخطوط، ومن المفترض أن الأوراق الأولى لكورنثوس 1 - 12 : 11 قد ضاعت!!
- الروابط الثقافية والتجارية في المجتمعات المسيحية واليهودية خلال العصر الفاطمي
إن الظروف التي تم فيها إعادة تدوير هذه الصحيفة لشح الأوراق في ذلك الوقت محيرة، حيث تم استخدام ظهرها تسجيل قائمة جهاز (مباركة)، فربما اشترى الناسخ المخطوطة بالكامل ليعيد الكتابة عليها، أو ربما حصل على بعض الأوراق منها فقط!! وتُظهر المسافة الإضافية بين سطور الواجهة 13-14 أنه حرص على عدم الكتابة على الثنية حيث كانت الورقة مطويةً في الأصل.
نلاحظ أن نص الواجهة ونص الخلفية غير مترابطين إطلاقا، ومع ذلك فإن وجودهما المتبادل هو شهادة ليس فقط على ثراء الحياة في مجتمع الفسطاط في العصور الوسطى، وإنما أيضًا دليل على السلام الذي عاشت فيه المجتمعات المسيحية واليهودية خلال العصر الفاطمي.