شوفي يا أستاذة، ومع كل ده، برضو لو أي واحدة اتقارنت بواحدة من جيل الأربعينات والخمسينات في جودة الخدمة والقيام على البيت وشؤونه، هتبقى جنبها فاشلة!
الواحدة منهم كانت بتقوم الصبح تحلب الجاموسة، وتروح تلم البيض بتاع الفراخ وتأكل الفراخ، وتدبح الفرخة وتنضفها وتطبخها، وتعجن وتخبز العيش، وتنزل تساعد جوزها في الأرض، وبتعمل الجبنة والزبدة والمخلل، وتحضر الفطار والغداء والعشاء، وكل ده بأدوات بدائية وزمن ما قبل الغسالة والكتشن ماشين. وبعد كل ده تقعد بالليل تتسامر وتفرفش مع جوزها، وكانت الواحدة فيهم مبتعرفش تفك الخط!
كانت موفرة ومنتجة، قنوعة، عارفة دورها، بتقول لجوزها يا سي فلان اختصار سيدي فلان. ميعرفوش حاجة عن اكتئاب الحيض والحمل، مع كون الرجال حينها أكثر غلظة وشدة وأقل مراعاةً لنفسية المرأة!
أما بنات هذا الجيل المنكوس، معاها شهادة تعليم عالي، وكورسات وماجستير ودكتوراه، وبيتها فيه كل أدوات الرفاهية بأحدث الموديلات، وكل شيء متوفر في المحل اللي تحت بيتهم، وبتقوم تعمل لجوزها بالليل -إن رضيت تقوم- كيس إندومي على العشاء وتسيب الحوض مليان مواعين من غير غسيل، وشقتها كلها تراب من قلة التنظيف، ومن أقل جهد تنام عليه يومين في السرير.
استهلاكية، استحقاقية، واخدة مقلب في نفسها وكينونتها، ندية، وأخرتها في رول محكمة الأسرة وهي بتختلع!
حمزة المقدوني: اللي محتاج تعليم وكورسات محتاجة عشان يزيل جهل. جات تقول النسوان بتعمل، قالت إن النسوان بقت تعبانة في دماغها وبقت محتاجة كورسات عشان بس تبقى إنسانة طبيعية وتقدر تمارس حاجة البشر بيمارسوها من بداية الخليقة من غير كورسات ولا غيره ألا وهي الزواج.
حمزة المقدوني مالك المهدي: بظبط كلامها دليل على أن حتى الفطرة هما فاقدينها، فبيدوروا على كورسات تعلمهم إزاي يكونوا نساء!
أحمد حسني: (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارًا، بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله، والله لا يهدي القوم الظالمين)، تقرأ الكتب بهدف العثور على أي معلومات أو أدلة تساعدها في تمردها على الزوج، وليس بهدف أن تصبح زوجة أفضل. فقراتها لا تعود بأي نفع على سلوكياتها مع زوجها وأدائها لواجباتها.