عزيزتي هاجر..
هاجر الناعمة، هاجر الهادئة، هاجر الجميلة، هاجر التي يُميّزها ذكاؤها وخفّة ظلها، هاجر التي تحب Pink Floyd وعمرو دياب و Manuş Baba والشوكولا.. مضت ثلاثة أشهر على آخر مرة ألتقينا فيها وشهرين على شروع علاقتنا بالإنهيار وانهيارها في النهاية.
خلال الشهرين الماضيين صار تواصلي معكِ نادراً جداً، وقد كان هذا التواصل لا يتعدى تواصل الغرباء فيما بينهم، إذ كان كل واحد منا يبذل جهداً هائلاً ليُبقي على كل شيء في داخله فقط ويكتفي بسؤال الآخر عن أحواله وحسب، بالإضافة لبعض الأحاديث الجانبية التي كنا نخوضها على نحو ساخر أحياناً وأحياناً ضاحكين يلوم كل منا الآخر فيها على اندفاعاته وحماقاته أثناء العلاقة التي شكوتِ فيها كثيراً من طباعي الصعبة.
أنتِ تعرفين طبعاً كم أُقدّر الأشياء الصادقة التي تصدر عن الوجدان وكيف أحتفظ بهذه الأشياء في مكان كبير بقلبي. ما أردت قوله أنّني كنتُ أُقدرُ حتى سؤالكِ بين الحين والآخر عن أحوالي ولطالما رأيت في عودتك الخجولة التي كانت تقتصر على رغبتكِ بمعرفة ما هو جديد في حياتي مخرجاً وعزاءً يخفّف علي حتى أشدُّ لحظات تعاستي.
أخبرتِيني في السابق أنني الأخير الذي تغلّفت علاقتكِ معه بالمشاعر الجامحة وأنّ قلبكِ قد انطفأ بعد ذلك وفشلتِ فشلاً فادحاً بإقامة أيّة علاقة جدّية من بعدي برغم محاولاتكِ في هذا الصدد، و لقد آلمني ذلك كثيراً، لأنني أولاً أعرفُ مدى هشاشتكِ وحاجتكِ للدعم ومكان تهربين إليه في اللحظات التي تتمكّن منكِ فيها هذه الهشاشة، وثانياً لأنني على يقين بأنك الإنسانة الأكثر استحقاقاً لعاطفة صادقة من رجل طيّب.
لا أنكر أنه قد كان من الممكن أن يؤلمني كلامكِ لو أتى مخالفاً لذلك، أقصد لو أنكِ استطعتِ أن تجدي ما كان يجمع بيني وبينكِ مع شريك آخر؛ ولكن يجب أن تعرفي أنني في كلتا الحالتين يكون ألمي صادقاً.
أنا لا أعرف سبب هذا التناقض الذي أحمله في داخلي ولا أُبرّره على الإطلاق ولكنه موجود دائماً وقائم وبالغ العمق والثبات في طبيعتي بحيث لا يتيح لي مجالاً لتفاديه..