منذ أن إلتحقت ببلاط حضرة صاحبة الجلالة المحاماة الجليلة، كان لايوجد بها غير مدرستين؛ الأولى هى مدرسة الدفوع؛ والثانية هى مدرسة التشكيك فى الأدلة، ومنذ الألفية الثانية ظهرت مدرسة البلى بلى با، والسح الدح أمبو..
الأولى تحاصر الإتهام بالدفوع حتى تقضى عليه؛ والثانية تبذل جهدا كبيرا فى التشكيك فى الدليل حتى تثبت عكسه بالمنطق.
أما المدرسة الثالثة فهى تعتمد على البكش والفهلوة والادعاء بمعرفة القضاة؛ المدرستان الأولى والثانية تقرأ الأوراق أكثر من مرة وتغوص فى ثناياها حتى تصل إلى ما وصلت إليه من دفاع معتبر؛ أما المدرسة الثالثة فهي لاتقرأ من الأوراق غير أمر الإحالة وقائمة أدلة الثبوت، المدرستان الأولى والثانية لاتجادلان فى الدليل طالما كان قويا؛ فلاتهدر وقت المحكمة وإنما تلتمس من البداية إعمال الرحمة والرأفة بأسلوب يرق له ضمير القاضى ولا يجزع منه وجدانه؛ أما المدرسة الثالثة فتطلب دوما البراءة ولا شيئ غير البراءة؛ والمدرسات الأولى والثانية تعرفان أن المرافعة نوع من الخطابة له وجهان وجه يخاطب عقل القاضى؛ووجه يخاطب قلب القاضى؛ ولكل من الوجهين أدواته؛ أما المدرسة الثالثة فهى لاتعرف غير الصياح والجعير؛ وأخيرا تخاطب المدرستان المنصة، أما المدرسة الأخيرة فنظرها دائما موجه إلى الجمهور فى قاعة الجلسة...............
التسميات
قانون