عزيزتي هاجر..
كنتِ طيّبة معي دائماً. لم نكن نشبه بعضنا ولكن خيطاً خفيّاً شدّ كلاً منا للآخر. تعتقدين أنه يمكنك إنقاذي من العالم ومن نفسي، تبحثين في الركام عن الأجزاء النبيلة المكسورة بداخلي، تجمّعينها جزءاً جزءاً، تنفضين عنها الغبار وبرقّة تعرضينها أمامي.تشدّينني لصدرك بحنان، تعطفين على آلامي وبهدوء تقولين: انظر، أنت رجل عجوز طيب. لماذا تعيش بهذه الطريقة إذن؟ لماذا تخيفني منك؟ لماذا تحطّم عليك قلبي؟
كنتِ مؤمنة وكنتُ ملحداً، كنتِ ورعة وكنتُ فاجراً؛ واحدة من صورنا القديمة صورة تستعمر خاطري دائماً.. الليالي التي عشناها معاً، كنت أسامر السكارى عن المجون وتسألين ربّك أن يرشدني لقلبي.
كنتُ الولد الضال وكنتِ الأم الحانية.. ربّ ولدٍ لم يلده رحمك، وربّ أمٍّ لم أولد من رحمها.. ربّ رجلٍ لن تغادريه أبداً !